ذكرى وفاة هاشمي رفسنجاني المريبة عام 2017، والجدل حول المفاوضات مع أميركا، والسياسات الخاطئة للحكومة في موضوع العملات الصعبة، كانت أهم المحاور التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم 8 يناير (كانون الثاني).
وقد تناولت الصحف الإصلاحية موضوع وفاة رفسنجاني عام 2017 خلال وجوده في مسبح، وسط تقارير عن اغتياله من قبل الأطراف المعارضة لتوجهاته السياسية والحزبية ذات النفوذ داخل منظومة الحكم في إيران.
وعنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" صفحتها الأولى عن رفسنجاني بالقول: "الثوري الكبير الذي كان ضحية الثورة".
وقالت صحيفة "همدلي" أيضا إن الساحة الداخلية وسياسات إيران الخارجية تفتقد شخصية مثل رفسنجاني الذي كان بآرائه ومواقفه الصائبة يوجه السياسات الإيرانية داخليا وخارجيا.
وفي شأن آخر، سلطت عدة صحف الضوء على تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي حذر من سيناريو سوريا، وقال إن الهزيمة الكبيرة التي حلت بالجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وهذا يجب أن يكون ناقوس خطر بالنسبة لنا.
ونقلت صحيفة "آرمان امروز" كلام عراقجي الذي أضاف: "الأعداء يحاولون أن يخلقوا أجواء من اليأس والقنوط داخل البلد، واليوم نحن، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نكون منتبهين لحالة المعنويات في إيران ولا نسمح للعدو بإضعاف هذه المعنويات لدى المواطنين، فالحفاظ على المعنويات عالية في الوقت الخطير الحالي أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى".
وأشارت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد خامنئي إلى الهجمة التي تشنها الصحف ووسائل الإعلام الإصلاحية والمقربة من حكومة بزشكيان ضد الصحيفة والقائمين عليها بسبب مواقفها من موضوع المفاوضات مع الغرب. وقالت إن هؤلاء الداعين إلى المفاوضات يتهربون دائما من الإجابة على السؤال الذي يقول: "هل الولايات المتحدة الأميركية بلد موثوق لكي نثق به مرة أخرى؟".
وذكرت الصحيفة أنه لا جدوى من التفاوض مع أميركا لأنها حسمت الموضوع قبل الدخول في المفاوضات، وحددت أن هدفها الابتزاز وكسب مزيد من الامتيازات، وليس التوصل لاتفاق ينهي الخلافات بين طهران وواشنطن.
والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"آرمان امروز": سقوط النظام السوري أسوأ حدث لإيران في العقود الأخيرة
قال الكاتب والمحلل السياسي إسلام ذو القدر بور في مقال بصحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية: "إن الانهيار السريع للنظام السوري مقابل المتمردين المدعومين من تركيا وإسرائيل وقطر في أقل من أسبوع أثار تساؤلات عدة لدى الرأي العام الإيراني أو أنصار إيران في المنطقة حول صمت طهران أو عجزها في الساحة السورية".
وذكرت الصحيفة جزءا من هذه الأسئلة مثل: "ما مستقبل العلاقة العدائية أو الودية بين إيران من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى؟ ولماذا لم تبادر إيران بإجراء استراتيجي للحفاظ على بشار الأسد أو انتقال السلطة إلى طرف موال لطهران في سوريا عبر انقلاب داخلي في هيكلة الجيش السوري؟".
كما أشار الكاتب إلى الظروف القهرية التي منعت إيران من دعم حليفها في سوريا بشار الأسد وقال: قبل 4 أيام فقط من سقوط بشار الأسد قال خامنئي: في هذه الظروف الصعبة أيضا كنا مستعدين. جاءوا لي وقالوا إننا جهزنا كافة المعدات والأشياء التي يحتاجها النظام السوري ونحن جاهزون للذهاب إلى سوريا. لكن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية أغلقتا الأجواء السورية والطرق البرية ولم يكن بالإمكان الذهاب إلى هناك".
وأوضح الكاتب أن هذه التصريحات والمواقف من إيران تؤكد أنها لن تتخلى عن حلفائها لكن الظروف القهرية والجغرافية قد تحول دون ذلك، منوها إلى أن سقوط النظام السوري كان أسوأ حدث بالنسبة لإيران في العقود الأخيرة وكان وقعه شديدا للغاية على الرأي العام الإيراني، واليأس الجيوسياسي الذي خلفه لدى المواطنين وأصدقاء طهران كان كبيرا".
كما قال الكاتب إسلام ذوالقدر بور: "المسؤولون وصناع القرار في إيران أصيبوا بحالة من الغرور بعد الانتصار التكتيكي (المؤقت) الذي حققته إيران والنظام السوري على المعارضة في بدايات الربيع العربي حيث أصبحوا يعتبرون أنفسهم المنتصر المطلق في الأحداث السورية وهذا الغرور الناتج عن انتصار مؤقت أدى إلى الوقوع في الغفلة الاستراتيجية".
"هم ميهن": الدولار سيواصل الارتفاع والتضخم سيزداد بسبب الفساد والظروف الإقليمية والدولية لإيران
قالت صحيفة "هم ميهن" إنه وفي ظل السياسات الحالية لحكومة بزشكيان في مجال العملات الصعبة فإنه من المتوقع جدا أن نشهد ارتفاعا جديدا في أسعار العملات الصعبة على حساب التومان الإيراني كما سيترتب على ذلك ارتفاع في نسب التضخم خلال الفترة القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى وعود بزشكيان بداية توليه الرئاسة، حيث وعد بأن حكومته لن تلجأ إلى سياسات تخلق الصدمة في قطاع العملات الصعبة. لكن وفي ظل الهيكل الاقتصادي الفاسد للبلد والظروف الإقليمية والدولية التي تعيشها إيران فإنه من المستبعد جدا إمكانية أن تنجح الحكومة في الالتزام بما توعدت به في المجال الاقتصادي.
"كيهان": الانضمام إلى "FATF" لن يحل مشاكل إيران مع العالم
قالت صحيفة "كيهان" إن الحكومات والمسؤولين الضعاف في إيران دائما ما يحاولون البحث عن ذرائع وحجج لتبرير ضعفهم وعجزهم في القيام بتعهداتهم، وموضوع الانضمام إلى "مجموعة العمل المالي الدولية" (FATF ) غالبا ما يكون طريقا للتهرب من المسؤولية لدى الحكومات الفاقدة للخطط والبرامج.
وقد أوضحت الصحيفة أنها خلال السنوات الست الماضية كانت قد بينت مرارا وتكرارا خطر الانضمام إلى هذه المنظمة والتبعات الخطيرة التي ستحل بإيران في حال قررت الانضمام إليها متهمة المنظمة بالتواطؤ مع إسرائيل للعمل ضد طهران.
وادعت الصحيفة أن هذه المنظمة هي أداة بيد كتلة الغرب ومجموعة الدول السبع "الآيلة للسقوط والزوال" التي تريد تحميل إيران تكاليف باهظة.
واتهمت الصحيفة بعض الإصلاحيين بالسذاجة إذ إنهم لا يؤمنون بأن سلطة الولايات المتحدة الأميركية والغرب أوشكت على الانتهاء، مؤكدة أن الإصلاحيين أنفسهم يعلمون بأن الانضمام إلى "FATF" لن يحل أيا من مشاكل إيران مع العالم، وهو مجرد خطوة للتمهيد إلى مفاوضات مع الغرب وتقديم مزيد من التنازلات له.