تفاصيل مقتل إسماعيل هنية في طهران، وزيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، وعوامل وأسباب انهيار التومان الإيراني، كانت هي المحاور الرئيسية في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول).
عدة صحف أشارت إلى التفاصيل الجديدة التي كشفت عنها "القناة 12" الإسرائيلية حول خطة إسرائيل لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أثناء وجوده في طهران، حيث قالت إن العملية كادت أن تفشل بسبب عطل مفاجئ في مكيف الهواء داخل غرفته في الفندق.
ووفقًا للتقرير، تسبب العطل في خروج هنية من غرفته لفترة طويلة، ما أثار قلق العملاء الإسرائيليين من احتمال تغيير هنية لمكان إقامته. وأشارت القناة إلى أن هنية قُتل باستخدام قنبلة صغيرة تم وضعها في الغرفة، وتم تفجيرها عن بُعد.
صحيفة "آرمان أمروز" أشارت إلى الموضوع، وعنونت بالقول: "لغز اغتيال هنية"، ولفتت إلى نفي حركة حماس للرواية الإسرائيلية، حيث قالت إن الأطراف الأمنية والاستخباراتية بين حماس وإيران توصلت إلى أن اغتيال هنية تم عبر إطلاق صاروخ موجه، وليس من خلال زرع قنبلة في مكان إقامة هنية كما تقول إسرائيل.
في شأن منفصل تناول العديد من الصحف تداعيات استمرار تراجع قيمة التومان الإيراني مقابل الدولار وباقي العملات الأجنبية، وقالت صحيفة "عصر رسانه" إن الصدمات التي تعيشها العملة الإيرانية هذه الأيام سببها "استمرار السياسات الفاشلة"، التي ثبت عدم فاعليتها في السابق.
صحيفة "ستاره صبح" تحدثت عن 3 أسباب رئيسية في انهيار التومان الإيراني في الفترة الماضية، الأول استمرار التضخم العالي، والثاني الأحداث والتطورات الإقليمية بدءا بطوفان الأقصى وانتهاء بأحداث سوريا، وأخيرا سياسات الحكومة وعزمها توحيد التسعيرة الحكومية، وإلغاء ما يسمى بعملة "نيما"، التي تقدم الحكومة من خلالها تخفيضات وتسهيلات للقطاعات الصناعية والانتاجية عبر تخصيص عملة أجنبية لهذه القطاعات بسعر منخفض عن سعر السوق.
في شأن آخر ذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن الإصلاحيين يشنون حملة منظمة للضغط على الحكومة وإجبارها على التفاوض، وأشارت إلى وجود ضغوط على بزشكيان من قبل الإصلاحيين للاستقالة، وكذلك انتشار أخبار حول نصيحة شخصيات مثل حسن روحاني وناطق نوري لبزشكيان بضرورة الوقوف بوجه النظام إذا لم يتم قبول ما يرمي إلى القيام به، والتأكيد على أنه لا يمكن إدارة البلاد بهذا الشكل.
كما لفتت الصحيفة إلى تصريح نائب روحاني السابق، إسحاق جهانغيري، الذي قال إن ظروف إيران تحتم عليها إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنه "لا خيار غير التفاوض"، مؤكدة أن هذه هي خطة جديدة من الإصلاحيين للتمهيد للتفاوض مع الإدارة الأميركية القادمة وقبول شروط ترامب.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان أمروز": فرصة لا مثيل لها أمام إيران
دعت صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية النظام في إيران إلى استغلال الرغبة اليابانية في إنهاء التوتر والخلافات بين طهران وواشنطن وإجراء وساطة بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن معظم دول العالم تستفيد من الخلافات القائمة بين إيران وأميركا، لكن قدرا كانت اليابان هي من الدول القلائل التي لا تجد لها مصلحة في استمرار الخلافات والتوتر بين البلدين، لهذا تعمل على إنهاء ذلك وتحسين العلاقة بينهما.
كما أشارت الصحيفة إلى زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي وكتبت: "زيارة الراحل آبي إلى إيران في السنوات الماضية فشلت، ولم تحقق أهدافها من الوساطة بين إيران وأميركا لأسباب كثيرة على رأسها مواقف إيران"، معربة عن أملها في أن تحقق زيارة رئيس وزراء اليابان الحالي، والمقررة الأسبوع القادم إلى طهران، هذه الغاية وتقرب وجهات النظر الإيرانية والأميركية من بعضها البعض.
الصحيفة دعت بزشكيان- الذي وعد بالانفتاح على الغرب والتصالح مع العالم- إلى استغلال زيارة رئيس الوزراء الياباني، وقالت إنه على بزشكيان أن لا يهتم بمحاولات عرقلة بعض الأطراف والمتطرفين لمسار المفاوضات، وليدرك أن إضاعة فرصة من هذا النوع في السياسة الخارجية، إذا لم تكن غير قابلة للتعويض، فإنه من الصعب تفادي آثارها وانعكاساتها.
"آرمان ملي": تحركات دبلوماسية حثيثة لبدء المفاوضات حول الملف النووي
الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي قال إن هناك تحركات حثيثة تقوم بها إيران بهدف العودة إلى المفاوضات بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، واقتراب موعد تسلم ترامب للبيت الأبيض، مشيرا إلى زيارة عراقجي إلى الصين قبل أيام ثم توجهه إلى الإمارات، وزيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران لمناقشة موضوع الوساطة العمانية.
وأوضح بيكدلي في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" أن المشكلة التي قد تواجه رغبة الطرفين الأميركي والإيراني في التفاوض هي سقف التوقعات لدى الطرفين تجاه بعضهما البعض، لكنه يؤكد في النهاية أنه لا سبيل أمام الطرفين غير سبيل التفاوض والحوار، لافتا إلى موعد انتهاء الاتفاق النووي عام 2025، وضرورة التوصل لاتفاق حقيقي قبل ذلك.
ودعا النظام الإيراني إلى البدء بمفاوضات حقيقية مع الدول الأوروبية كونها الطرف الرسمي المتبقي ضمن الاتفاق النووي، والقادر الوحيد على تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران.
"ستاره صبح": توصيات للحد من انهيار التومان الإيراني
أجرت صحيفة "ستاره صبح" مقابلة مع الخبير الاقتصادي عبد الله طالبي قدم فيها عددا من النصائح للحكومة لمواجهة أزمة العملة، ووضع حد لانهيار التومان الإيراني، الذي تراجع في الأيام القليلة الماضية إلى 82 ألف تومان لكل دولار أميركي.
أهم توصيات قدمها طالبي للحكومة هي العمل الجاد على إلغاء العقوبات، والانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، والتعامل المصرفي مع العالم، مؤكدا أنه دون هذه الإجراءات لا يمكن توقع أي تحسن في وضع العملة والاستقرار الاقتصادي في إيران.
كما شدد الكاتب على أهمية أن تبادر الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التضخم، من خلال إلغاء وتقليل التعاملات الكبيرة التي تتم بالعملة الأجنبية في السوق السوداء، ووضعها تحت رقابة وإشراف الحكومة والنظام المالي.