الأحداث في سوريا والمفاوضات مع الغرب وجدل الحجاب الإجباري هي المحاور الرئيسية لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر (كانون الأول).
صحيفة "تجارت" أشارت إلى المواقف الرسمية والإعلامية لإيران حول ما يجري في سوريا، ونقلت تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الحفاظ على السيادة السورية وسلامة أراضيها هي استراتيجية إيران الإقليمية، وهاجمت في الوقت نفسه الموقف التركي مما يدور في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في أنقرة، وقالت إن اتهامات فيدان للنظام السوري بالتسبب في هذه الأزمة من خلال تجاهل المعارضة هو تأكيد لمواقف تركيا السابقة، وتدخلاتها في الملف السوري، وعنونت حول هذا الملف بالقول: "لعبة العثمانيين الجدد المتوهمين".
صحيفة "جمله" لفتت إلى التطورات الأخيرة في سوريا، واعتبرتها من نتاج الصراع في السنوات الأخيرة، والذي فشل كل الأطراف في معالجته، وكتبت حول ذلك: "إراقة الدماء مرة أخرى من جرح قديم.. إيران تحاول دعم حليفها القديم".
على صعيد المفاوضات مع الغرب عارضت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، هذه المفاوضات، وكتبت في صفحتها الأولى بخط عريض: "لا رؤية واضحة في التفاوض مع الغرب"، وقالت إن التوتر الذي تعيشه العلاقات بين إيران والدول الأوروبية غير مسبوق خلال العقود الثلاث الأخيرة، كما أن الدول الأوروبية لم تحسم بعد موقفها تجاه إيران عقب عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن التفاوض مع الغرب يعتبر "عملية عبثية".
ملف الحجاب والقانون الجديد هو عنوان بارز آخر للصحف الإيرانية الصادرة اليوم، حيث اعتبر العديد منها بأنه "خطر على إيران" توقيتا وطبيعة، وقالت إنه سيؤجج حالة الاستياء والغضب الشعبي تجاه النظام في وقت حرج داخليا وإقليميا.
ودعت صحيفة "آرمان ملي" النظام إلى التراجع عن هذا القانون المثير للجدل، وكتبت في صفحتها الأولى: "على عقلاء القوم أن يعيدوا النظر في هذا القانون".
كما تطرق عدد من الصحف إلى البرنامج التلفزيوني للرئيس بزشكيان الذي عقده مع إعلاميين تابعين للنظام، وتكلم فيه مع المواطنين الإيرانيين حول عدد من الملفات الاقتصادية والسياسية والمشكلات التي تواجه حكومته.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"روزكار": يجب إبرام معاهدة عسكرية جديدة مع النظام السوري
دعا الكاتب والمحلل السياسي ناصر ترابي النظام الإيراني إلى إبرام معاهدة أمنية وعسكرية واسعة مع النظام السوري لبدء مرحلة جديدة من التعاون الثنائي في ظل الظروف التي تتعرض لها سوريا اليوم.
الكاتب ذكر أن السنوات الماضية، وعلى الرغم من العلاقة السياسية الجيدة بين الطرفين، إلا أن الطرفين كان بإمكانهما العمل بشكل أفضل مما حدث، مضيفا: "في ظل ما تشهده المنطقة فمن الضروري القيام بتغير استراتيجي في العلاقة بين طهران ودمشق".
ولفت ترابي إلى أن المخرج الوحيد من زيارة عراقجي إلى دمشق قبل يومين هو التمهيد لهذا الاتفاق والمعاهدة الأمنية والعسكرية بين البلدين، للظهور بشكل أقوى أمام المعضلات التي تواجهها كل من إيران وسوريا.
"آرمان ملي": إعادة نشاط الفصائل المسلحة في سوريا استغل انشغال روسيا وضعف محور المقاومة
قال الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان ملي"، إن التطورات السريعة في سوريا جاءت نتيجة إعادة تنشيط الفصائل المسلحة والمعارضة للنظام السوري في إدلب بعد فترة من الهدوء النسبي.
وأضاف الكاتب أن هذه الجماعات استغلت انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، وتراجع نفوذها في سوريا، وكذلك ضعف محور المقاومة نتيجة الحرب مع إسرائيل.
وزعم فرجي راد أن إسرائيل تلعب دورا رئيسيًا في التصعيد "عبر دعمها لجماعات المعارضة المسلّحة"، وذلك "بهدف قطع خطوط الإمداد بين سوريا وحزب الله"، فضلًا عن سعي إحدى دول الجوار (تركيا) لتعزيز نفوذها في سوريا عبر تقوية الجماعات المعارضة، ومحاولة فرض ترتيبات جديدة تشمل التعامل مع القضية الكردية التي تمثل نقطة حسّاسة في المنطقة.
وتابع الكاتب: "ترى الدول المتدخلة في سوريا أن ضعف الحكومة المركزية يتيح لها تحقيق أهدافها، بما في ذلك الاستيلاء على مناطق كحماة وحمص، كما أن هناك احتمالًا لتصاعد الصراع ليصبح ثلاثي الأطراف بين الكرد والقوات الحكومية والجماعات المسلحة، خاصة مع الدعم الأميركي للكرد وتوتر علاقاتهم مع الجماعات الأخرى".
"آرمان أمروز": أميركا لا تريد التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي
قال الكاتب والمحلل السياسي أمير علي أبو الفتوح، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز"، إن الولايات المتحدة الأميركية لا تسعى إلى التفاوض والحوار مع إيران والوصول إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، موضحا أن تجربة السنوات السابقة كشفت ذلك، حيث إن الأميركيين لا يرغبون بشكل جدي في حلحلة الازمة النووية الإيرانية، ويريدون الإبقاء عليها مفتوحة لتحقيق أهداف ومآرب كثيرة.
وأضاف الكاتب أن الحديث في الولايات المتحدة اليوم يدور حول استخدام هذه الأزمة سياسة "العصا والجزرة"، لكن الملاحظ في تعاملهم مع إيران أنه لا توجد جزرة، وإنما هناك فقط العصا والعقوبات.
كما أوضح أبو الفتوح أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية عموما تقدم مطالب غير منطقية من إيران، حيث تدعوها لتخلي عن ترسانتها العسكرية في وضع إقليمي مضطرب وحساس، مؤكدا أنه لا توجد دولة في العالم مستعدة لما يطلبه الغرب من إيران في الوقت الراهن.