تتوسع العقوبات الأميركية والأوروبية ضد إيران وتمتد لقطاعات أخرى، ما دفع خبراء ومحللين سياسيين داخل إيران، وبعض المسؤولين السابقين، لمطالبة الحكومة وصناع القرار بتدارك الأمر والعمل السريع على وقف "دوامة العقوبات" التي تشل الحياة الاقتصادية وتفاقم "اليأس المجتمعي".
صحيفة "إسكناس" الاقتصادية أشارت في عددها الصادر اليوم، الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى العقوبات الأوروبية الجديدة على قطاع الملاحة البحرية الإيرانية، بعد عقوبات سابقة شملت قطاع الطيران، وعنونت في مانشيتها ليوم الأربعاء: "لغز العقوبات الغربية.. جوا وبحرا"، فيما كتبت "اعتماد" الإصلاحية في تقرير لها أن هذه العقوبات الأوروبية الجديدة تكشف عن "فصل جديد من التوتر بين طهران والعواصم الأوروبية".
وأدانت إيران هذه العقوبات، حيث قال مجيد نيلي، المدير العام لإدارة أوروبا الغربية في الخارجية الإيرانية، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على أفراد ومؤسسات في إيران، بما في ذلك شركة الشحن البحري، "غير مبررة ومخالفة للقانون الدولي".
وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "ستاره" الإصلاحية إلى المخاوف المتصاعدة في إيران من احتمالية توجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ قرار ضدها في مجلس المحافظين، بسبب ما تعتبره الوكالة عدم تعاون إيراني مع مفتشيها.
وعنونت الصحيفة في صفحتها الأولى حول الموضوع، وتساءلت بالقول: "هل نشهد صداما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة؟"، كما أشارت "مردم سالاري" إلى الموضوع وعنونت بالقول: "مؤامرة ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة".
ومن الملفات الأخرى التي تحظى باهتمام الصحف الإيرانية منذ أسابيع هو الجدال والمعارك الكلامية بين المتشددين ووزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، والذي يشغل حاليا منصب مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، حيث يطالب هؤلاء المتشددون حكومة بزشكيان بعزله وإقالته.
صحيفة "آرمان ملي" ذكرت أن المتطرفين يخشون من تصاعد "شعبية" ظريف بين الإيرانيين، لهذا فهم يصعدون في خطابهم ضده انطلاقا من ذلك، ونقلت الصحيفة عن الناشط السياسي محمد مهاجري قوله إن المتطرفين يحسدون ظريف على مكانته في الداخل الإيراني وعلى المستوى الدولي، معتقدا أن ظريف لم يزدد مكانة بعد توليه لمنصبه في حكومة بزشكيان، وإنما حكومة بزشكيان هي من حسنت من سمعتها ومكانتها من خلال وجود ظريف معها.
كما قالت صحيفة "اترك" إن محاولة عزل وإقالة ظريف ستضر بإيران، كونها ستحرم البلاد من الإمكانيات والطاقات الإيرانية في الخارج عبر حرمانها من خدماته وخبراته في صعيد الدبلوماسية والخبرة في التعامل مع الخارج، حسبما جاء في الصحيفة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": استراتيجية الخروج من العقوبات المفروضة على إيران
دعا الكاتب والمحلل السياسي سعيد شريعتي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، النظام إلى صياغة "استراتيجية" للخروج من العقوبات المفروضة على إيران، مشددا على ضرورة أن تترك طهران التصورات المتشائمة أو المتفائلة في تقييم سياساتها الخارجية، وتركز على "الواقعية" السياسية في خلافاتها مع واشنطن.
وأوضح الكاتب أن على إيران التراجع عن نهجها السابق في التعامل مع الولايات المتحدة، وذلك ليس تلبية لأميركا ومطالبها، وإنما ضرورة لواقع البلاد والظروف التي تمر بها، وما يعانيه الإيرانيون منذ 45 عاما من ضغوط وحرمان وقيود.
فيما قال الباحث السياسي علي باقري للصحيفة أيضا إن الخطوة الأولى في صعيد العلاقة بين طهران وواشنطن يجب أن تكون خفض التوتر وإدارة الصراع وليس بناء علاقة، ثم لا ضير في ذلك من أن تستخدم إيران كافة الأدوات والدبلوماسية السرية للتوصل إلى فهم مشترك مع واشنطن حول القضايا الخلافية.
وأضاف الكاتب: بعد ذلك تأتي مرحلة التوصل لاتفاق ثنائي، ثم قد نشهد في مرحلة لاحقة تطبيع العلاقات بين البلدين المتخاصمين منذ عقود.
"ستاره صبح": خطورة صدور قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية ضد إيران
حذرت صحيفة "ستاره صبح" النظام في طهران من خطورة إصدار قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن مثل هذا القرار سيؤثر سريعا على موقف مجلس الأمن الدولي.
وذكرت الصحيفة أن إصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة قد يؤدي إلى عودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي.
كما أوضحت الصحيفة أن الدول الأوروبية تعمل الآن على تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، والتي ستؤدي هي الأخرى إلى إحالة الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن، وعودة قرارات سابقة للمجلس ضد طهران.
ولمنع ذلك، قالت "ستاره صبح" إن على طهران أن تقوم بتغيير أساسي لسياساتها الخارجية ونشاطها النووي، وتبتعد عن روسيا والحرب في أوكرانيا وإعلان الحياد في هذه الحرب، مؤكدة أن التجارب أظهرت بأن سياسات التهديد والخطابات والشعارات عادت على إيران بنتائج عكسية.
"كيهان": الملاطفة واللين مع الغرب لا تجدي نفعا.. العقوبات تتضاعف على إيران
سخرت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد، من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بسبب موقفه من الغرب والدول الأوروبية، حيث دعا في خطاب له قبل أيام إلى الملاطفة واللين مع "العدو"، وعنونت الصحيفة في تقرير لها حول العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران، وكتبت: "اللين مع العدو يعطي ثماره.. الأوروبيون يضاعفون العقوبات على إيران".
الصحيفة قالت إن خطاب بزشكيان دفع بالكثير من الإصلاحيين إلى الضغط على الحكومة والعمل على فكرة التفاوض مع الغرب، والتوصل لاتفاق مهما كان الثمن، لكنهم صدموا بعد ذلك بالعقوبات الأوروبية الجديدة، وكذلك بتعيين مسؤولين معروفين بتطرف مواقفهم تجاه إيران في الإدارة الأميركية القادمة.
الصحيفة قالت إن الأوروبيين والأميركيين لا يقبلون التفاوض مع إيران أو العمل على رفع العقوبات، ولو أرادوا ذلك لحدث في 110 أيام من عمر حكومة بزشكيان الإصلاحية، لكن ما رأيناه هو أن العقوبات تتضاعف على إيران وتتسع أبعادها خلال هذه الفترة.