تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، عددا من الموضوعات المختلفة، منها انتقادات الاصلاحيين لوزير الخارجية عباس عراقجي لنفيه لقاء مندوب طهران بالأمم المتحدة مع إيلون ماسك، وزيارة مستشار خامنئي للبنان، وأزمة الكهرباء في إيران خلال الشتاء.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، هاجمت من سمتهم "المستغربين"، أي أصحاب الهوى الغربي من الإصلاحيين، وذلك بعد قضية "الاجتماع السري" بين إيلون ماسك ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني.
الصحيفة قالت إن هؤلاء الإصلاحيين أصبحوا الآن في "مأتم" بعد أن تم نفي خبر اللقاء من قبل الحكومة والمسؤولين في وزارة الخارجية، بمن فيهم شخص الوزير عباس عراقجي، الذي قال إن اللقاء لم يتم وهو خبر كاذب.
الصحيفة أشارت إلى استياء طيف واسع من الإصلاحيين إزاء موقف الخارجية الإيرانية، ووصفوه بأنه تراجع وانسحاب أمام الهجمة الشرسة التي شنتها الصحيفة على الحكومة ودبلوماسيتها، حيث وصفت المندوب الإيراني الذي أجرى اللقاء المزعوم بأنه ارتكب "خيانة" أو أنه كان "ساذجا" و"مغفلا".
وواجه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اتهامات بالكذب؛ لإرضاء المتشددين في إيران، بعد نفيه القاطع، السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، التقارير التي تحدثت عن اجتماع بين سفير إيران في الأمم المتحدة، وإيلون ماسك، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
وقال محمد علي أبطحي، النائب السابق للرئيس الإصلاحي، محمد خاتمي: "عزيزي السيد عراقجي، مواقف الشعب يجب أن تكون معيارك، وليس عناوين صحيفة كيهان".
وانتقد أبطحي الجهاز الدبلوماسي لصمته ثلاثة أيام عن هذا الاجتماع، وهو موضوع لاقى اهتمامًا كبيرًا، ورآه البعض خطوة محتملة نحو تخفيف العقوبات الأميركية. وأضاف أن المسؤولين لم يصدروا النفي، إلا بعد هجوم "كيهان".
أما الكاتب محمد مهدي مظاهري فدعا النظام الإيراني إلى إيجاد صيغة لحل جميع الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بدءا بالملف النووي، ومرورا بالخلافات والصراع العسكري في الشرق الأوسط، وانتهاء بالعلاقات مع روسيا ودور طهران في الأزمة الأوكرانية.
وأكد الكاتب- في مقاله بصحيفة "آرمان أمروز"- على ضرورة أن يفكر الساسة الإيرانيون في هذه الملفات قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، عبر التشاور مع الخبراء والحريصين على بقاء النظام واستمراريته.
في شأن آخر، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بخبر اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني محمد عفيف، في غارة على بيروت أمس الأحد.
صحيفة "آكاهي"، المقربة من النظام، هاجمت إسرائيل بعد اغتيالها محمد عفيف، وكتبت: "إطلاق نار مباشر على الوعي"، مضيفة أن تل أبيب اغتالت من كان يغطي أخبار "المقاومة" وينشرها في الإعلام.
على صعيد داخلي توقعت بعض الصحف- مثل "هم ميهن"- أن تواجه حكومة بزشكيان هذا الشتاء اختبارا صعبا وظروفا استثنائية، نظرا لأزمة الطاقة التي تواجهها إيران، وضرورة أن تدير الحكومة هذه المشكلة بحيث لا تجعل الأوضاع تنفجر وتخرج عن السيطرة.
وعنونت الصحيفة في مانشيتها اليوم الاثنين :"شتاء صعب لبزشكيان"، كما قدمت صحيفة "آرمان ملي" حلولا مقترحة لمواجهة انقطاع الكهرباء في فصل الشتاء، وكتبت في صفحتها الأولى: "طرق التخلص من انقطاع الكهرباء في الشتاء".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الداعون للمفاوضات مع إدارة ترامب فاقدون للغيرة على الأمن القومي الإيراني
قالت صحيفة "كيهان" إنها تستغرب من الدعوات المستمرة للتيار الإصلاحي لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، واعتبار ذلك الطريق الوحيد لتخليص إيران من مشكلاتها، متسائلة: ما هي تجارب المفاوضات السابقة التي نجحت كي يصر الإصلاحيون على الدعوة إلى مثل هذه المفاوضات مجددا؟
الصحيفة اتهمت الداعين إلى التفاوض مع الإدارة الأميركية القادمة بأنهم "فاقدو الغيرة تجاه عزة الإيرانيين وأمنهم القومي"، لافتة إلى أن ترامب ارتكب جريمة اغتيال قاسم سليماني، وانسحب من الاتفاق النووي، وانتهك حقوق الإيرانيين، وأنه لا ينبغي التهاون في هذين الملفين، حسب ما جاء في الصحيفة.
كما هاجمت الصحيفة بعض الإصلاحيين الذين انتقدوا تأثر حكومة بزشكيان وشخص الرئيس بالتهديدات والضغوط التي يمارسها عليه الأصوليون والمتشددون، مشيرة إلى قصة إلغاء بزشكيان لزيارته إلى أذربيجان للمشاركة في فعالية للأمم المتحدة بحجة وجود الرئيس الإسرائيلي، وكذلك تراجع الخارجية الإيرانية عن خبر لقاء إيلون ماسك بالمندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة. ويعتبر ذلك مثالين على "خوف" حكومة بزشكيان من هؤلاء المتطرفين وانتقاداتهم.
"اعتماد": لا ينبغي أن نحصر أميركا في ترامب.. وحل المشكلات مع واشنطن مفتاح لحل أزمات إيران
قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إنه لا ينبغي أن نحصر مشكلات إيران في ترامب، وتصبح فكرتنا عن أميركا وتاريخ الخلافات بيننا وبينها مقتصرة على شخصية ترامب، فالعلاقات بين طهران وواشنطن متوترة منذ أكثر من 4 عقود، وهي قضية أثرت سلبا على إيران في كافة المجالات.
وأوضحت الصحيفة أن الكثير من المحللين يعتقد أن المخرج الرئيس للخروج من مشكلاتنا اليوم يكمن في معالجة خلافاتنا مع الولايات المتحدة الأميركية، وإذا تم التخلص من هذه المشكلات فإن إيران ستصبح أمام مرحلة جديدة من التقدم والتنمية الشاملة.
وأضافت: مع ذلك هناك من يعتقد أن حل الأزمات مع الولايات المتحدة الأميركية- رغم أهميته- إلا أنه لا يعني إنهاء كافة المشكلات في إيران، بل إنه وبجانب حل الخلافات مع واشنطن يجب على طهران أن تبادر في إصلاح نظامها السياسي وآلية صنع القرار فيها.
وتابعت الصحيفة: هناك فريق ثالث في إيران يعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية هي "شر مطلق"، ويدعو إلى عدم التحاور والتفاوض معها في كل الحالات والأشكال.
"روزكار": هدف زيارة مستشار خامنئي للبنان
قالت صحيفة "روزكار" إن زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى سوريا ولبنان، تحت وقع القصف الإسرائيلي على دمشق وبيروت، يحمل رسالة بأن إيران لا تزال تقف بجانب حزب الله و"المقاومة"، وأنها لم تتخل عن نهجها السابق كما تروج بعض وسائل الإعلام والمحللين السياسيين.
وأشار الناشط السياسي المقرب من النظام محمد علي حسن نيا إلى أن لاريجاني- الذي حمل رسالة المرشد للبنان- يهدف من وراء الزيارة تحقيق غاية أساسية، وهي إظهار أن طهران تدعم حزب الله والشيعة في لبنان تحت كل الظروف.
ولفت الكاتب أن فكرة تخلي إيران عن حزب الله في لبنان أصبحت رائجة، وأن الكثير من اللبنانيين أصبح مؤمنا بهذا الموضوع، وبالتالي فإن الزيارة جاءت في هذا الإطار لتؤكد موقف إيران وثبات استراتيجيتها في دعم الحزب وعدم التخلي عنه.