صحف إيران:

الإشادة بـ"هيئة تحرير الشام".. وجواسيس إسرائيل.. وسقوط بشار يخدم الأمن القومي

Saturday, 12/14/2024

لا تزال الصحف الإيرانية تدرس أبعاد صدمة سقوط بشار الأسد في فترة زمنية قصيرة جدا (11 يوما)، وكذلك الملابسات التي قادت إليها، حيث تشكل هذه الأحداث وتداعياتها محورا أساسيا من محاور التغطية الصحافية في إيران.

وقد اهتمت الصحف كذلك بحالة التخبط الإعلامي التي عاشتها إيران في هذه الفترة، فبعد تعزيز فرضية سقوط بشار الأسد أثناء حصار حمص والتقدم من الجنوب نحو دمشق، انقلب الإعلام الإيراني فجأة مغيرا من مصطلحاته في وصف المعارضة السورية واختفت صفة "الإرهابيين" عند وصف هذه الجماعات المسلحة.

صحيفة "اعتماد" أشارت إلى أن التلفزيون الإيراني استضاف في الأيام الأخيرة العديد من المحللين الذين بدأوا يتعاطون مع الأحداث في سوريا بخطاب مختلف تماما، حتى إن بعضهم أشاد بـ"هيئة تحرير الشام" مؤكدا أنها مختلفة عن داعش وأنها سبق وأن تحاربت مع تنظيم داعش الإرهابي.

ومن الملفات التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم السبت، ملف أزمة الطاقة من غاز وكهرباء، وأشار عدد من هذه الصحف إلى مطالبة الرئيس مسعود بزشكيان المواطنين بالتعاون مع الحكومة والجهات المعنية لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة حيث طلب بزشكيان من الإيرانيين أن يقللوا درجة الحرارة في بيوتهم درجتين وذلك للمساهمة في حل هذه المشكلة.

وكتبت صحيفة "ثروت": "تقليل درجتين من أجل تجنب انقطاع الغاز والكهرباء".

لكن صحيفة "كيهان" انتقدت عودة انقطاع الكهرباء المنزلي دون إعلان مسبق وعنونت بالقول: "عودة انقطاع الكهرباء دون علم مسبق خلافا لوعود الحكومة".

كما أشارت صحف مثل "اقتصاد بويا" إلى أزمة التلوث التي تعصف بإيران هذه الأيام وسط عجز حكومي في التعامل مع الملف.

الصحيفة عنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الأيام الملوثة أكثر من الأيام النظيفة"، وذكرت أن إيران باتت تعيش معظم أيام السنة في تلوث حاد يسبب كثيرا من الأمراض المزمنة لاسيما لكبار السن ومن يشكون من أمراض تنفسية.

والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"فرهيختكان": بعض السياسات الداخلية تخدم أعداء إيران عبر مضاعفتها للغضب والاستياء الشعبي

أشارت صحيفة "فرهيختكان" إلى بعض القرارات التي يتخذها المسؤولون على الصعيد الداخلي، وذكرت أن نسبة كبيرة من هذه القرارات لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف الدولية والإقليمية التي يمر بها النظام، وهي قرارات من شأنها أن تضاعف الغضب والاستياء الشعبي.

وكتبت الصحيفة أيضا: "لا تمرروا ركلة جزاء لصالح إسرائيل من خلال هذه القرارات المثيرة للجدل والتي تزيد من حدة الغضب لدى الشعب، مثل قرارات قطع الكهرباء دون إعلان مسبق أو ملف إدارة الإنترنت وغيرهما من القضايا التي لا يوجد عليها اتفاق في النظر بين النظام والشارع الإيراني".

وختمت الصحيفة بالقول: "في الظروف السياسية المعقدة، لاسيما على الصعيد الخارجي والإقليمي، فإن أي قرار يزيد من غضب المواطنين ويجعلهم في حالة قلق أكبر يعد خطأ فادحا، فهناك أعداء يتربصون بالبلد ولا ينبغي أن نخلق لهم فرصا عبر هذه القرارات الداخلية".

"اعتماد": أزمة جواسيس إسرائيل في إيران

أجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقابلة مطولة مع السياسي الإصلاحي المخضرم، بهزاد نبوي، حول واقع إيران في ظل الظروف الإقليمية والداخلية التي تعيشها البلاد، والسياسات التي يجب أن تسلكها طهران لتجنب مزيد من التوتر والتصعيد في علاقاتها مع الدول الأخرى وكذلك في علاقتها مع شعبها.

وأكد نبوي للصحيفة أن التوتر بين إيران وإسرائيل قد انخفضت وتيرته في الأيام الأخيرة لكن لا بد من الاحتياط في التعامل مع هذا الملف، فهناك العديد من الأطراف المتشددة التي تخدم في مواقفها، بوعي أو بغير وعي، خطط تل أبيب وسياساتها بحيث تمهد الظروف لقيام إسرائيل بما تريده تجاه إيران.

كما لفت نبوي إلى قضية العملاء والمندسين، مؤكدا أن هناك جواسيس يخدمون إسرائيل وهم في مناصب عليا داخل إيران، لافتا إلى وجود تقارير حول علاقة المندسين والجواسيس في إيران باغتيال حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين بحيث تذكر هذه التقارير أن الجواسيس الإسرائيليين في إيران هم من سربوا مواقع وجود هذين الشخصين لإسرائيل ما سهل مهمة التخلص منهما عبر قصف جوي دقيق على مكان حضورهما.

وعن أولوية سياسات إيران المقبلة قال السياسي الإصلاحي بهزاد نبوي إن على طهران أن تعمل على سياسة تجنب حرب جديدة مع إسرائيل واستمرار المفاوضات مع الدول الأوروبية لاسيما في عهد رئاسة دونالد ترامب، وكذلك إبرام اتفاق مع الغرب حول ملف إيران النووي بحيث يكون اتفاقا يشبه الاتفاق النووي، وأخيرا العمل على الفصل بين إسرائيل والولايات المتحدة، أي إنه من الضروري على طهران أن تتجنب أي صدام أو مواجهة تضع الولايات المتحدة الأميركية بجانب إسرائيل.

"ستاره صبح": سقوط بشار الأسد يصب في مصلحة الأمن القومي الإيراني

قال المحلل السياسي عطاء الله أصل، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن سقوط بشار الأسد كان لصالح الأمن القومي الإيراني، لأن عبئا ثقيلا تم التخلص منه، معتقدا أن سوريا ليست مكانا مناسبا يمكن لطهران أن تجني منه فائدة، وكان على إيران الخروج منها عاجلا أم آجلا لكن توقيت الخروج الآن لم يكن في صالح النظام الإيراني والظروف السياسية التي يمر بها.

"كيهان": سبب سقوط بشار الأسد هو التخلي عن خيار حمل السلاح والمواجهة

ذكرت صحيفة "كيهان" أن السبب الرئيسي في سقوط بشار الأسد يعود لتخلي النظام السوري عن خيار المقاومة وحمل السلاح، وكتبت في تقريرها الرئيسي: "سوريا وضعت السلاح جانبا فسقط النظام خلال 11 يوما ودمرت قدراته العسكرية في 3 أيام".

وطعنت الصحيفة في مواقف وتصريحات للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال فيها إن إيران مستعدة للتخلي عن سلاحها إذا قبلت إسرائيل فعل الشيء نفسه.

وقالت الصجيفة: "تبين من خلال تجربة سوريا أنه حتى لو تركنا نحن السلاح جانبا فإن العدو لن يترك سلاحه"، موضحة أن سوريا لم تسقط بسبب إسرائيل أو "الإرهابيين" وإنما سقطت من الداخل، حسب تعبير الصحيفة.

مزيد من الأخبار