بعد أيام من الصمت حيال ما يجري في سوريا وسقوط حليف إيران الأكبر في دمشق بشار الأسد، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي من صمته وتحدث عما جرى في الأيام الأخيرة، متوعدا باسترجاع سوريا مرة أخرى، وطرد الولايات المتحدة الأميركية من المنطقة.
كما زعم خامنئي في كلامه يوم أمس، والذي اهتمت به الصحف الصادرة اليوم الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول) بشكل كبير، أن محور المقاومة لن يضعف بعد هذه الأحداث، وأن قوته ونطاق انتشاره سيكبران ويتسعان ليشملا مناطق أخرى.
في هذا السياق حاولت بعض الصحف أن تتناول مستقبل العلاقة بين إيران وسوريا بعد سقوط بشار الأسد، وتحدثت صحيفة "آرمان إمروز" عن التحديات والمشكلات التي تواجهها إيران في هذا الصعيد، وقالت إن طهران حولت العلاقة مع سوريا إلى موضوع يتعلق بمكانتها وكرامتها، وبالتالي فإن طهران تتحمل عبئا نفسيا كبيرا هذه الأيام بعد سقوط الأسد.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، دعت القضاء الإيراني إلى محاسبة كل من ينتقد أو يسخر من سياسات إيران في سوريا خلال العقد الأخير، وقالت إن البعض بدأ يحتفل بهذا السقوط، وهو ما يستوجب محاسبة عاجلة وعملية من القضاء والنيابة العامة.
ومن الملفات الداخلية الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم الخميس موضوع التلوث المستمر منذ أيام، والذي دفع بالسلطات إلى تعطيل الدوام الرسمي والمدارس والمستشفيات والفعاليات الرياضية في العاصمة طهران، وفي الكثير من المدن والمحافظات الأخرى التي تشكو من أزمة تلوث غير مسبوقة.
صحيفة "مردم سالاري" نشرت صورة كبيرة من سماء ملوثة وعنونت حولها: "اختناق إيران"، موضحة أن المدن الكبرى في إيران أصبحت غير قابلة للحياة، ما يستوجب من المسؤولين وصناع القرار البحث عن حلول لهذه الأزمة المتفاقمة، فيما استخدمت صحيفة "ستاره صبح" عنوانا هو: "الحياة في الدخان".
أما صحيفة "بيام ما" فتساءلت بالقول: "من هم المقصرون في أزمة التلوث؟ ولماذا لا يتم اتخاذ أي إجراءات؟"، موضحة أن المسؤولين في إيران يسلكون نهج الانتظار في التعامل مع أزمة التلوث، ولا يبدو أن لديهم خطة لمواجهتها ومنع تفاقم الوضع أكثر.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": السلطة القضائية "متواطئة" لعدم معاقبتها من ينتقدون سياسات إيران في سوريا
بعد إيعاز خامنئي للسلطات المعنية في إيران بملاحقة من ينتقدون تصرفات طهران في سوريا، واعتبار الحديث عن ذلك "جريمة" يعاقب عليها القانون، نشرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد انتقادا لما اعتبرته ضعف السلطة القضائية في محاسبة الأفراد والشخصيات التي تتحدث عن موضوع سوريا بشكل يختلف عن موقف النظام وسياسته.
الصحيفة لفتت إلى بيان أصدرته النيابة العامة يوم أمس، حذرت فيه الأفراد ووسائل الإعلام من "الإضرار بالأمن النفسي" للمجتمع، ونشر الشائعات وتشويش الرأي العام بعد أحداث سوريا، وقالت إن "مثل هذه البيانات سبق وأن صدرت، لكن عمليا لم تتم محاسبة أي شخص".
ودعت الصحيفة رئيس القضاء غلام حسين محسني إيجه إي إلى مراجعة أداء السلطة القضائية في مثل هذه الحالات.
الصحيفة ذكرت أيضا أن بعض الشخصيات ووسائل الإعلام (الإصلاحية) نشرت في الأيام الأخيرة الكثير من الشائعات، وأعربت عن فرحها وابتهاجها بسقوط بشار الأسد، وقال برلماني إصلاحي سابق إن على الإيرانيين أن يفرحوا بهذا الحدث، لأنه يعني أنه لا مزيد من إنفاق الأموال الإيرانية في سوريا.
وقالت الصحيفة إن كل هذه المواقف والتصريحات لم تقابل بأي قرار أو إجراء من قبل القضاء الإيراني، متهمة القضاء بأنه "متواطئ في الكثير من الحالات مع المتهمين ومتعاطف معهم".
"جمهوري إسلامي": "كارثة كبيرة" في سوريا على وشك أن تقع
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن "كارثة كبيرة" على وشك الوقوع في سوريا، لأن إسرائيل تعمل على الوصول لحدود إيران، بعد أن تخلصوا من أحد أهم أطراف محور المقاومة في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الهدف التالي هو النفوذ الاستخباراتي والأمني الإيراني في سوريا والعراق.
كما انتقدت الصحيفة مواقف الدول المجاورة لسوريا (العراق) التي تكتفي بإطلاق الشعارات دون أن تتخذ الخطوات اللازمة لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة.
"آرمان امروز": أخطاء إيران في الأزمة السورية
قالت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية إن دخول إيران في الأزمة السورية واصطفافها بجانب طرف واحد من الأزمة كان ينبع من خطأ في إدراك ما جرى، وتبعا لذلك فإن سقوط بشار الأسد ستكون له تبعات خاصة على القوة الناعمة لطهران في المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن سقوط بشار الأسد، باعتباره همزة الوصل لدى أطراف "محور المقاومة"، سيضعف هذا المحاور ويوجه له ضربة في الصميم.
الصحيفة لفتت إلى أن طهران بإمكانها أن تستغل بعض الفرص الموجودة الآن في سوريا لخلق واقع جديد، فالجماعات المعارضة لبشار الأسد أصبحت الآن في الحكم، وتتعرض سوريا إلى قصف إسرائيلي مستمر، ما يجعل هذه الجماعات ضد إسرائيل، كما أنها تعتبر قريبة فكريا من حركة حماس، وبالتالي فإن إيران يمكن لها أن تستثمر مثل هذه الفرص وتستعيد مكانتها في سوريا، وإن كان بشكل وطبيعة مختلفتين عن السابق.