مع نقص مخزون السدود.. مسؤولون إيرانيون: أزمة نقص المياه "جدية" ويجب ترشيد الاستهلاك
في سياق التحذيرات المستمرة بشأن نقص المياه وأزمة الجفاف في إيران، وصف إسكندر مؤمني، وزير الداخلية، نقص المياه في إيران بأنه "مسألة جدية"، ودعا الشعب إلى جعل "إدارة وترشيد استهلاك المياه" أولوية.
وأدلى مؤمني بهذا التصريح اليوم الثلاثاء 25 مارس (آذار)، خلال جلسة مقر نوروز في منظمة إدارة الأزمات في إيران، محذرًا من نقص المياه، وقال: "إذا لم نطلق على هذا الأمر اسم أزمة المياه أو الطاقة، فحتى لو لم نواجه مشكلة في الطاقة والمياه خلال ذروة الاستهلاك، فليس من المناسب أن نستخدم موارد المياه التي هي ميراث مشترك بيننا وبين الأجيال القادمة".
وأكد وزير الداخلية في حديثه على ضرورة إدارة استهلاك المياه، مشيرًا إلى أن نقص المياه في بعض المناطق، خاصة طهران والمناطق الوسطى من إيران، يمثل مسألة جدية، ولا يوجد حل سوى إدارة وترشيد الاستهلاك في مجالي المياه والطاقة.
وقبل ذلك، في 22 مارس (آذار)، تناول عدد من وسائل الإعلام في إيران، بمناسبة اليوم العالمي للمياه، في تقاريرها الانخفاض الكبير في موارد المياه الجوفية ومخزون السدود، وأزمة التوتر المائي والجفاف.
وفي اليوم نفسه، أعلن عباس علي آبادي، وزير الطاقة، عن أزمة مياه في محافظات أصفهان وطهران وخراسان رضوي ويزد، وقال إن خمس سنوات متتالية من الجفاف تسببت في تقلص احتياطيات المياه في إيران.
كما وصف محمد صادق معتمديان، محافظ طهران، خلال جلسة اليوم في مقر نوروز التابع لمنظمة إدارة الأزمات، حالة المياه في محافظة طهران بأنها "غير مناسبة"، مشيرًا إلى أن المحافظة سجلت انخفاضًا في الأمطار بنسبة 34 في المائة مقارنة بالمتوسط طويل الأمد، وبنسبة 12 في المائة مقارنة بالعام السابق.
وأوضح معتمديان أن حالة مخزون السدود الخمسة المسؤولة عن توفير المياه في محافظة طهران ليست جيدة، وقال: "في الوقت الحالي، يستهلك 63 في المائة من سكان طهران أكثر من ضعف نمط استهلاك المياه المحدد".
وأشار إلى أن "نمط استهلاك المياه للفرد يجب أن يكون 130 لترًا لكل شخص يوميًا، لكن كل فرد في محافظة طهران يستهلك حاليًا 250 لترًا من المياه يوميًا، وهو ما يتجاوز المتوسط الوطني أيضًا".
وخلال الأسابيع الماضية، تصاعدت التحذيرات بشأن شح المياه ونضوب سعة السدود وأزمة الجفاف.
ونقلت وكالة "إيسنا" في 22 مارس (آذار) الجاري، في تقرير عن رضا شهبازي، مدير عام مكتب المخاطر في هيئة المسح الجيولوجي والتنقيب المعدني، قوله إنه منذ عام 1998، دخلت إيران في فترة جفاف متواصلة، وجميع مستويات المياه في انخفاض.
كما حذر عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم صناعة المياه، في 18 مارس، من الانخفاض الكبير في حجم مياه الخزانات والوضع الحرج للسدود الرئيسية في إيران.
وقالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، في 17 مارس، إن الأمطار في العام الماضي انخفضت في بعض المحافظات بنسبة تصل إلى 75% مقارنة بالسنوات السابقة.
وتظهر الإحصاءات الرسمية أن حوالي 80 في المائة من موارد المياه الجوفية في إيران قد استُهلكت، وأن مخزون السدود في وضع حرج.
وسبق أن حذر بعض الخبراء من أن احتياطي المياه الجوفية في إيران، الذي يمتد لألف عام، قد استُهلك خلال العقود الثلاثة الماضية.