صرح غيدو كروستو، وزير الدفاع الإيطالي، بأن التفاوض مع طهران بشأن إطلاق سراح "سيسيليا سالا"، الصحافية الإيطالية المحتجزة في إيران، لن يُحل بتدخل الرأي العام في الغرب أو بالضغوط الشعبية. فيما قالت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية إن سالا تم احتجازها بتهمة "انتهاك القوانين".
وأضاف كروستو، اليوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول)، أن التفاوض مع إيران قد ينجح فقط من خلال إجراءات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى.
وتابع: "إيطاليا تعمل دون توقف لإطلاق سراح سالا، وتتابع جميع الطرق الممكنة لتحقيق هذا الهدف".
من جانبها قالت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية إن الصحافية الإيطالية "سيسيليا سالا" تم اعتقالها بتهمة "انتهاك القوانين" في إيران. ووصفت المحامية والناشطة السياسية السابقة نسرين ستوده اعتقال الصحافية بأنه "حادثة مخزية"، وطالبت بالإفراج عنها.
وأشارت إدارة الإعلام الأجنبي في وزارة الإرشاد، في بيان لها يوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول) إلى أن سالا، التي وصلت إلى إيران في 13 ديسمبر بتأشيرة صحفية، تم اعتقالها بعد حوالي أسبوع بتهمة "انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية".
وأوضح البيان أن "الملف الخاص بها في مرحلة التحقيق"، مضيفاً: "تم اعتقالها وفقاً للوائح المعمول بها، وتم إبلاغ السفارة الإيطالية في طهران بهذا الاعتقال".
كما أكدت الوزارة أنه تم تيسير الوصول القنصلي لها خلال هذه الفترة، وأنها كانت على اتصال هاتفي مع عائلتها.
وكانت السلطات الإيطالية قد أعربت في وقت سابق عن عدم علمها بالسبب الرسمي لاعتقال سالا، وأعربت عن أملها في أن تتمكن الصحافية من لقاء محاميها في أقرب وقت للحصول على مزيد من التفاصيل حول حالتها.
وتم اعتقال الصحافية الإيطالية، البالغة من العمر 29 عامًا، في 19 ديسمبر الجاري في طهران، لكن وزارة الخارجية الإيطالية أعلنت الخبر في 27 ديسمبر (كانون الأول).
نسرين ستوده: اعتقال سالا "حادثة مخزية"
وفي مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، يوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول)، وصفت نسرين ستوده اعتقال الصحافية سالا بأنه "حادثة مخزية"، وقالت: "الصحافة ليست جريمة ولا أداة للمساومة. يجب على جميع الدول الاتحاد من أجل حرية سالا وحرية الصحافيين المعتقلين الآخرين".
وأضافت أن اعتقال الصحافية الإيطالية جاء بعد ثلاثة أيام فقط من اعتقال محمد عابديني نجف آبادي في مطار ميلانو، مما أضاف مزيدًا من الجدل حول سياسة النظام الإيراني في اختطاف الأجانب بهدف التبادل.
ووصفت ستوده محاولة النظام الإيراني لتبادل الصحفية الإيطالية مع محمد عابديني نجف آبادي - المواطن الإيراني الذي تتهمه الولايات المتحدة بتوفير تقنيات الطائرات المسيرة لإيران- بأنها "الطريقة التقليدية" التي تتبعها طهران لتحقيق مطالبها.
وكانت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، قد أشارت في وقت سابق إلى أن سياسة اختطاف الرهائن والابتزاز هي "تقليد قديم" في سياسة نظام الجمهورية الإسلامية.
كما انتقدت كايلي مور-غيلبرت، السجينة السابقة الأسترالية-البريطانية في إيران، النهج الذي تتبعه الدول الغربية تجاه النظام الإيراني، وقالت إن "اختطاف الرهائن من قبل طهران أصبح يحدث بشكل أكثر وقاحة ووضوحًا في كل مرة".
وفي جزء آخر من مقابلة نسرين ستوده، الناشطة السياسية والسجينة السابقة، أشارت إلى ظروف سجن إيفين، قائلةً إن "الوقت لا يمر أبداً في هذا السجن"، وأضافت أن "الظلم يمكن أن يدمر قدرة السجين على التحكم في نفسه".
وتحدثت ستوده عن مقاومتها مع السجناء الآخرين ضد قوانين السجن، بما في ذلك تحدي قوانين الحجاب، وقالت: "أنا وزملائي في السجن كنا نواجه قوانين السجن، بما في ذلك انتهاك قوانين الحجاب، بحزم".
كما قالت نسرين ستوده عن الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا: "أود أن تعرف كم أنا معجبة بها. لأنها كانت شجاعة بما يكفي للقدوم إلى هنا ولتروي للعالم الرهيب الذي يضطر الرجال والنساء الإيرانيون للعيش فيه".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، عن وضع الصحافية سالا إنه "من غير الممكن تحديد توقيت إطلاق سراحها"، مشيراً إلى أن المفاوضات في هذا الشأن "حساسة للغاية" وأنه "ليس من السهل التعامل معها".
وأضاف: "إيطاليا تبذل كل جهدها لتحرير سالا في أقرب وقت ممكن، ولكن الأمر لا يعتمد علينا فقط. الوضع معقد، ولهذا طلبنا من الجميع أن يتحلوا بالحذر الكامل، وأن لا يبالغوا في الموضوع، وأن يتركوا سفارتنا وقنصليتنا تعملان بفعالية أكبر لدعم سالا".
وكان تاجاني قد وصف في وقت سابق ملف الصحافية الإيطالية المعتقلة في إيران بأنه "معقد".
وفي تصريحات حديثة له، أشار تاجاني إلى اعتقال محمد عابديني نجف آبادي، المواطن الإيراني-السويسري، وقال إن هذا المواطن تم اعتقاله في إيطاليا ولكن ليس بسبب ارتكاب جريمة هناك، بل بناءً على طلب من الولايات المتحدة بإصدار مذكرة توقيف دولية.
وأضاف تاجاني أن "السلطات القضائية الإيطالية تقوم بمراجعة إمكانية تسليم عابديني إلى الولايات المتحدة"، وأشار إلى أن محامي عابديني سيقومون بتقديم طلب للإفراج المشروط عنه في الأيام القادمة.
وقد تم توقيف محمد عابديني نجف آبادي في 16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مطار ميلانو، بينما كان قادماً من إسطنبول، وسط التقارير التي تتحدث عن إمكانية تبادل هذا المواطن الإيراني مع الصحافية الإيطالية سالا.
وفي الأيام الماضية، رفضت مصادر في وزارة الخارجية الإيطالية التقارير التي تتحدث عن تبادل الصحفية الإيطالية، وأكدت أن "احتمال وجود تبادل مالي غير ممكن" في هذه القضية.