رد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي قال فيها إن "محور المقاومة" لم يهزم وأن سقوط بشار الأسد كان نتيجة مخطط أميركي إسرائيلي، قائلاً إن حضور إيران في سوريا لم يتمكن من "منع حدوث إبادة جماعية كبيرة في غزة".
وفي تصريحات صحافية، قال فيدان: "لقد ناقشنا مع أصدقائنا الإيرانيين هذا الأمر ربما ألف مرة. على أي حال، وجودهم في سوريا لم يمنع وقوع إبادة جماعية كبيرة في غزة".
وكان خامنئي قد وعد في 11 ديسمبر (كانون الأول) باستعادة سوريا، مشيرًا بشكل ضمني إلى دور تركيا في التطورات السورية، قائلاً إن "دولة جارة لسوريا تلعب دورًا واضحًا في هذا المجال". وأضاف أن "العنصر الرئيسي في المخطط والتآمر الرئيسي وغرفة القيادة الرئيسية" موجود في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان فيدان قد صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام بأن إيران ستأخذ الدروس من الوضع الحالي في سوريا.
ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، مثل صحيفة "كيهان" ووكالة "تسنيم" للأنباء، تصريحات فيدان بأنها "ثرثرة" و"غير صحيحة".
وقال فيدان إنه خلال تطورات سوريا، جرت محادثات مع روسيا وإيران، وتم نقل رسائل تركيا إليهم.
وأضاف: "الروس والإيرانيون يعلمون منذ البداية أن وضع نظام الأسد كان يتدهور. لذلك، في مرحلة ما، وصلوا إلى نتيجة أن رسائلنا كانت صحيحة".
وكان فيدان قد قال في وقت سابق في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية: "تحدثنا مع روسيا وإيران، وأخبرناهم بعدم الانخراط في الحسابات العسكرية".
الرد على تصريحات دونالد ترامب
كما رفض وزير الخارجية التركي تصريحات دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، التي قال فيها إن سقوط الأسد كان "احتلالًا عدائيًا" دون خسائر من قبل تركيا، مؤكدًا أن أنقرة لا تسعى لأن تكون قوة مسيطرة على سوريا.
وأضاف فيدان: "لذلك، يجب أن لا تكون هناك أي سيطرة- سواء سيطرة تركية، أو سيطرة إيرانية، أو سيطرة عربية- يجب أن يكون التعاون أساس العمل، وأن نكون إلى جانب الشعب السوري".
وكان ترامب قد قال إن الوضع في سوريا غير واضح في الوقت الراهن، لكن مفاتيح التطورات في سوريا ستكون في يد تركيا.
العملية العسكرية التركية في المناطق الكردية بسوريا
وفيما يخص احتمال شن تركيا هجومًا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، قال فيدان إنه إذا تعاملت الحكومة السورية الجديدة مع هذا الموضوع بشكل "صحيح"، فلن يكون هناك سبب لتدخل أنقرة.
وأضاف: "وحدات حماية الشعب جندت مقاتلين من تركيا وإيران والعراق والدول الأوروبية، ولكن للأسف، يتجاهل الأصدقاء الغربيون حقيقة ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني".
وتعتبر تركيا أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، بينما تدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب في سوريا.