اجتمع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مع نظيريه العراقي والسوري، في لقاء ثلاثي ببغداد؛ لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، كما توجه عراقجي مباشرة إلى قطر، حيث من المقرر عقد اجتماع مع وزيري خارجية روسيا وتركيا، لمناقشة الأزمة السورية أيضًا، وسط حديث عن إعادة إحياء "مسار آستانه".
والتقى وزير الخارجية الإيراني، خلال زيارته إلى بغداد، رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، ووفقًا للتقارير الإعلامية الإيرانية، فقد تم خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والأزمة السورية.
وأشار السوداني في هذا اللقاء إلى أن "العراق سيستمر في الجهود الدبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة في سوريا بسبب تأثيراتها الواضحة على أمن العراق".
ووصل وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، إلى بغداد، اليوم الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول)، حيث التقى نظيره العراقي، فؤاد حسين. وكان من بين القضايا، التي تناولها اللقاء، دخول قوات إيرانية إلى سوريا، عبر العراق لدعم نظام بشار الأسد.
وفي الوقت نفسه، بعث زعيم جبهة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، برسالة إلى رئيس وزراء العراق، طالبًا منه منع دخول المجموعات المسلحة العراقية إلى الحرب في سوريا.
وفي السياق نفسه، قال مصدر رفيع المستوى في إيران لوكالة "رويترز": "إن طهران اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لزيادة عدد المستشارين العسكريين، وإرسال قوات إلى سوريا، وهي تقدم أيضًا الدعم الاستخباراتي والعسكري لسوريا".
وأضاف أن إيران والعراق يدرسان مشاريع دفاعية مشتركة من خلال دعم جماعات المقاومة وعلى مستوى جيشي البلدين.
كما تم نشر تقارير تشير إلى وجود قوات من حزب الله في حمص.
ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني بعد زيارته للعراق إلى قطر للمشاركة في منتدى الدوحة؛ حيث سيعقد اجتماعًا مع وزيري خارجية تركيا وروسيا، لبحث التطورات في سوريا أيضًا.
وعلى مدى السنوات الماضية، عقدت إيران وتركيا وروسيا اجتماعات ثلاثية تحت اسم "مسار آستانه" من أجل ما وصفوه بوقف الحرب والقتال في سوريا. وقال وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، بعد لقائه مع عراقجي، يوم الاثنين الماضي: "إن هناك محاولة جديدة لإحياء عملية آستانه".
وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية، في تقرير، أن "التطورات الدبلوماسية تشير لعودة الاستقرار إلى سوريا"، دون الخوض في التفاصيل، وأضافت: "في الوقت نفسه، تحدث البعض عن التدخل المباشر في الوضع السوري".
وبينما تدعم إيران وروسيا نظام الأسد، هناك تقارير تشير إلى دعم تركيا للمعارضة، ولكن تركيا نفت ذلك.
وفي الوقت ذاته، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن يتواصل تقدم المعارضة باتجاه دمشق "دون حوادث وبسلام". وأضاف أنه طلب من الأسد أن يأتي لتحديد "مستقبل سوريا معًا"، لكنه لم يتلق ردًا إيجابيًا.