حذرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من لقائه مسؤولين أميركيين، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما هي المؤامرة التي يخطط لها بعض الإصلاحيين، الذين يوصون بهذه "اللقاءات المهينة".
ووصف حسين شريعتمداري، مدير الصحيفة، وممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مؤسسة "كيهان"، في مقال له نُشر يوم الاثنين 23 سبتمبر (أيلول)، المقترحات الصادرة عن بعض وسائل الإعلام المقربة من الإصلاحيين، التي تدعو بزشكيان للقاء دونالد ترامب وكامالا هاريس، مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، بأنها "مهينة".
وأشار شريعتمداري، في مقاله، إلى استمرار العقوبات و"الجرائم الأميركية ضد إيران"، وقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في العراق، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وعدم تهنئة بزشكيان بفوزه بعد الانتخابات الأخيرة. وأضاف أنه لا يُستبعد أن يكون "الاقتراح المهين" من هذا التيار الإصلاحي بمثابة انتقام من "المواقف الثورية" للرئيس السابق، إبراهيم رئيسي.
كما أكد مدير "كيهان" أن هناك تيارًا في إيران، حتى بعد مرور 45 عامًا على الثورة الإسلامية في 1979، ما زال "يسعى لتبعية إيران للولايات المتحدة والغرب"، واصفًا هؤلاء بأنهم "أدوات الغرب المزروعة في نظام الجمهورية الإسلامية".
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لدى وصوله إلى الولايات المتحدة، يوم أمس الأحد، للمشاركة في الدورة التاسعة والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "بدلاً من الحروب وسفك الدماء، علينا أن نبني عالمًا يستطيع فيه جميع البشر العيش بسلام".
وفي الوقت نفسه، أكد بزشكيان أنه يسعى، في رحلته إلى نيويورك، لتحقيق القيم والمبادئ، التي تدعيها الأمم المتحدة، ودعا المنظمة الدولية إلى إظهار التزامها بهذه القيم من خلال الأفعال وليس الأقوال.
وقد اتهم بزشكيان، قبل هذه الرحلة، الأمم المتحدة بالتقصير في أداء مهامها، مشيرًا إلى "جرائم إسرائيل".
وكان بزشكيان قد صرح، قبيل سفره إلى نيويورك، بأن هدفه هو "إبطال الصورة السلبية الموجودة في الخارج ضد الجمهورية الإسلامية".
وأكد أن إيران أكثر أمانًا وحرية، قائلاً: "نستطيع التواصل مع الإيرانيين هناك ومواجهة الصورة التي صنعها الإعلام الخارجي عنا. الواقع ليس كما يُروَّج له عبر الشاشات أو المنابر الدولية".
وأفاد موقع "مدارا" الإخباري، يوم السبت الماضي، بأن وفد بزشكيان المرافق يتألف من 35 إلى 40 شخصًا، من بينهم اثنان من أبنائه وابنته وصهره، بالإضافة إلى "مقربين" من إلياس حضرتي، رئيس مجلس الإعلام الحكومي، مثل مهدي جوهري، وعلي أحمدنيا، ومرضية نورعلي، ومهدي طباطبائي.
ووفقًا لقول فداحسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، فإن المقابلات، التي سيجريها بزشكيان مع وسائل الإعلام الغربية، خلال زيارته إلى نيويورك "ستؤثر على الانتخابات الأميركية".
هذا وقد أجرى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الذي سبق بزشكيان إلى نيويورك، في اليوم الأول من الاجتماعات، مناقشات مع وزيري خارجية الكويت والبحرين، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، حول "الاستقرار والأمن في المنطقة، والقضية الفلسطينية، وجرائم إسرائيل في غزة وجنوب لبنان، والمخاطر التي تمثلها سياسات إسرائيل لجميع الدول، وضرورة مواجهتها".
ونقلت وكالة "رويترز"، في تقرير لها بتاريخ 19 سبتمبر، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن بزشكيان، في أول زيارة له إلى الغرب منذ انتخابه، يحمل رسالة تؤكد "عدم الاستسلام أمام الضغوط" واستعداد طهران للدبلوماسية.