أطلقت مواطنون أميركيون من أصول إيرانية، حملة جديدة بعنوان "إيرانيون من أجل ترامب"، بهدف حشد الدعم للمرشح الرئاسي، دونالد ترامب، في الانتخابات الأميركية المقبلة، مؤكدين أن هذه الحملة "ضرورية لمواجهة الأعمال القمعية التي يقوم بها نظام طهران".
وتبدو سارة راوياني، المتحدثة باسم الفرع الإنجليزي للحملة، على عكس الصورة النمطية، التي يتم ترويجها عن مؤيدي ترامب في وسائل الإعلام؛ فهي شابة من الجيل "زد" (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30 عامًا)، متعلمة، من أصول مهاجرة؛ حيث هربت عائلتها من إيران، بعد فترة وجيزة من الإطاحة بالنظام الملكي، بعد الثورة الدينية، التي قادها روح الله الخميني، عام 1979، وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية.
وتقول راوياني: "نعتقد أن الرئيس ترامب هو الخيار الأفضل لمجتمعنا؛ دعمًا للسياسات التي نريدها، ونحتاجها من أجل الحرية والديمقراطية في إيران، ولحماية الأمن القومي الأميركي".
وتعتبر راوياني أن السياسات، التي اتبعتها إدارة ترامب الأولى تجاه إيران، مثل الانسحاب من الاتفاق النووي (JCPOA)، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، واغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، تثبت أن ترامب كان حازمًا تجاه النظام الإيراني.
وأشار المحلل في الأمن القومي والعلاقات الدولية، شيان سامعي، إلى أن سياسات إدارة بايدن- هاريس تجاه إيران، دفعت بعض الأميركيين ذوي الأصول الإيرانية نحو دعم ترامب؛ حيث يقول: "خيبة الأمل من الديمقراطيين، وانطباع القوة الذي يعكسه ترامب، والتصور بأن إدارة بايدن تتبع نهج المهادنة تجاه إيران، دفعت الأميركيين من ذوي الأصول الإيرانية إلى دعم ترامب".
وقد أثار قرار إدارة بايدن، في عام 2023، بالسماح للبنوك الدولية بتحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة من كوريا الجنوبية إلى قطر، مقابل إطلاق سراح خمسة مواطنين أميركيين محتجزين في إيران، انتقادات من الجمهوريين؛ حيث أشاروا إلى أن الهجوم الذي شنته حركة حماس، المدعومة من إيران، على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حدث بعد فترة وجيزة من الإفراج عن هذه الأموال.
كما أوضح سامعي أن تاريخ الثورة الإسلامية في إيران يشغل تفكير الناخب الأميركي- الإيراني؛ فقد وقعت الثورة الإسلامية في عهد الرئيس الديمقراطي، جيمي كارتر، مما جعل الإيرانيين يتوجسون من الديمقراطيين تاريخيًا.
وأعلنت نيكول نامدار، مستشارة أعمال تبلغ من العمر 35 عامًا من نيويورك، وتعيش حاليًا في فلوريدا، وهي من أصول إيرانية، أنها ستصوّت لصالح ترامب، على الرغم من كونها ليبرالية في القضايا الاجتماعية، إلا أنها تشعر بأن الديمقراطيين "يتأخرون في الرد" ولا يدركون حقيقة التهديد الذي يمثله النظام الإيراني.
من جهته، أوضح بهنام طالبلو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن سياسات ترامب تجاه إيران كسرت العديد من الحواجز التقليدية، وحصلت على دعم واسع من الأميركيين ذوي الأصول الإيرانية؛ حيث قال: "إن الدعم الصريح للشعب الإيراني في احتجاجاته ضد النظام، ومقتل قاسم سليماني، وإعادة فرض العقوبات على النظام قد أكسب ترامب دعمًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع الأميركي- الإيراني".
ورغم ذلك، أشار آرش غفوري، الرئيس التنفيذي لشركة "ستاتيس كونسالتينغ"، إلى أن الأميركيين من ذوي الأصول الإيرانية، لن يكون لهم تأثير كبير على نتيجة الانتخابات.
وأظهر استطلاع لشركة "زغبي"، في الانتخابات الأميركية السابقة، أن 87 بالمائة من الأميركيين- الإيرانيين كانوا مسجلين للتصويت، و52 بالمائة منهم ينتمون للحزب الديمقراطي، بينما 8 بالمائة منهم فقط جمهوريون.