أُقيمت، اليوم السبت، مراسم الذكرى الثانية لضحايا انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، الذين لقوا حتفهم على يد قوات أمن النظام الإيراني، خلال الاحتجاجات، التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2022؛ حيث توافدت العائلات المكلومة إلى قبور ذويهم، إحياءً لذكراهم، رغم الضغوط الأمنية المكثفة.
وقد حضرت مريم خادميان، شقيقة روزبه خادميان، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا في مدينة كرج، إلى قبر شقيقها، في الذكرى الثانية لمقتله، وأطلقت حمامة تخليدًا لذكراه.
وقالت خادميان، في مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع: "مر عامان على رحيلك يا روزبه، ومنذ رحيلك لم نعد كما كنا، فالحزن والغضب يملآن حياتنا".
كما أُقيمت مراسم الذكرى الثانية لكل من: فرزين لطفي، وسعيد محمدي، المتظاهرين اللذين قتلا في كيلان وكرمانشاه؛ حيث لقي محمدي حتفه في 21 سبتمبر 2022 برصاص قوات الأمن في إسلام آباد غرب، بينما قُتل لطفي في الثالث والعشرين من الشهر نفسه بمقاطعة رضوان شهر.
وفي السياق، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، والدة سعيد محمدي، وهي تؤدي أغنية حزينة بجانب قبر ابنها، في الذكرى الثانية لمقتله، على يد النظام الإيراني.
ونشر ميلاد موغويي، شقيق مهسا موغويي، إحدى ضحايا الاحتجاجات، مقطع فيديو على "إنستغرام" من فعاليات إحياء الذكرى الثانية لمقتل شقيقته، وكتب: "في الذكرى الثانية لشهر سبتمبر 2022، عندما فقدنا العديد من أحبائنا، تجمعنا عند ضريحكِ يا مهسا لتعلمي أننا سنظل نذكركِ حتى آخر نفس، وأن دمكِ لن يذهب هدرًا".
وأظهرت مقاطع أخرى حضور مجموعة من المواطنين إلى قبر محسن محمدي كوجك سرايي، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا أيضًا أثناء الاحتجاجات، حيث تجمعوا في الذكرى الثانية لمقتله، وصفقوا تخليدًا لذكراه.
كما نشرت والدة أبو الفضل مهدي بور، المتظاهر الذي قُتل خلال الاحتجاجات، مقطع فيديو من مراسم إحياء الذكرى الثانية لمقتل ابنها، وكتبت: "نحن مستمرون".
وأظهرت مقاطع أخرى حضور عائلة رحيم كليج، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا، إلى قبره في الذكرى الثانية لمقتله.
وذكرت فاطمة حيدري، شقيقة جواد حيدري، الذي قتل في مدينة قزوين، عرب طهران، أن القوات الأمنية أغلقت الطرق المؤدية إلى قريتها، ومنعت الناس من الوصول في ذكرى وفاة شقيقها، فيما امتلأت القرية بعناصر الأمن بالزي المدني.
وتتزامن الأيام الأخيرة من فصل الصيف مع الذكرى السنوية لمقتل أكثر من 100 شخص من ضحايا الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وقد قُتل أكثر من 40 مواطنًا من المحتجين، في 22 سبتمبر 2022، على أيدي قوات الأمن والشرطة وميليشيات النظام الإيراني في مدن مثل شيراز، دهدشت، أصفهان، فولادشهر، طهران، كرج، هشتكرد، قزوين، عباس آباد، نشتارود، رشت، وبندر انزلي.
ومن بين هؤلاء الضحايا: سارينا إسماعيل زاده، ومهسا موغويي، وبدرام آذرنوش، ومهرداد بهنام اصل، وعرفان أولادي، ومحمد ريّاحي، وسياوش بهرامي.
وفي اليوم نفسه، اعتقلت القوات الأمنية محمد قبادلو، أحد المتظاهرين، والذي أُعدم لاحقًا في 23 يناير (كانون الثاني) 2024.
وفي الذكرى الثانية لمقتل مهسا أميني، استمرت المقاومة من داخل السجون، حيث أكدت السجينات السياسيات تمسكهن بمطالب حركة "المرأة، الحياة، الحرية". وفي الأسابيع التي سبقت ذكرى الانتفاضة، صعّد النظام الإيراني الضغوط على عائلات الضحايا والنشطاء المدنيين، مما أسفر عن اعتقال واستجواب العشرات.
وكان من بين المعتقلين مينا سلطاني، والدة شهریار محمدي، أحد ضحايا الانتفاضة، التي اعتُقلت في 21 سبتمبر في بوكان.
وتزامنًا مع هذه الأحداث، أفادت تقارير بتشديد الإجراءات الأمنية على عائلة أميني في ذكرى وفاة ابنتهم، مهسا أميني، والتي أثارت وفاتها أكبر انتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني.
ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، فقد قتلت القوات الإيرانية أكثر من 550 متظاهرًا وأصابت المئات، كما نفذت إعدامات بحق ما لا يقل عن 10 أشخاص على خلفية تلك الاحتجاجات.