قالت وزارة الخارجية الألمانية، لـ"إيران إنترناشيونال"، إن "عدم التزام إيران، خلال السنوات الماضية، أفقد الاتفاق النووي مصداقيته، وأي جهود دبلوماسية جديدة يجب أن تأخذ في الاعتبار التوسع الهائل في أنشطة إيران النووية".
جاء ذلك ردًا على تصريحات وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، بشأن استعداد طهران لمحادثات إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية لـ"إيران إنترناشيونال": "إن أي اتفاق وحوار مع إيران يعتمد على إبداء طهران استعدادها للتوصل إلى حل دبلوماسي من خلال ضبط النفس وإنهاء التوترات الحالية". ووفقًا لقوله، فإنه يجب على طهران أن تظهر إرادتها السياسية الحقيقية.
وأشار هذا الدبلوماسي الألماني إلى أن وزير خارجية إيران، لم يقدم طلبًا للقاء نظيره الألماني، من أجل استئناف المحادثات حول إحياء الاتفاق النووي، قائلا: "إن الحكومة الألمانية تستمع بعناية إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وذكرت دائمًا أن برلين تدعم الدبلوماسية، وأنها ملتزمة بمعالجة المخاوف الدولية الخطيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وكان وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، قد صرح في نيويورك، اليوم السبت 21 سبتمبر (أيلول)، بأن المفاوضات النووية والقضايا الإقليمية والأزمة الأوكرانية ستتم مناقشتها في اجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، قال عراقجي، عبر لقاء تلفزيوني، يوم 23 أغسطس (آب) الماضي: "إن إحياء الاتفاق النووي بشكله الحالي غير ممكن، ويجب فتح هذه الوثيقة وتغيير أجزاء منها".
هذا وقد تدهورت العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، خلال الأشهر الأخيرة؛ بسبب دعم إيران للهجوم، الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فضلاً عن دعمها للحرب الروسية على أوكرانيا، وما شمله ذلك من نقل الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية إلى روسيا.
وقال رودريش كيسفيتر، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني، في أغسطس الماضي أيضًا، إن بلاده يجب أن لا يحدوها الأمل في أن تتخلى إيران عن الأسلحة النووية. وحذر من أن إيران "لا تفصلها سوى أسابيع قليلة عن أن تصبح قوة نووية".
وردًا على إرسال إيران صواريخ إلى روسيا، قالت وزارة خارجية برلين، في 10 سبتمبر الجاري: "إن ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، ستتخذ إجراءات فورية لإلغاء اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران".
وأعلنت ألمانيا أنها ستفرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية "إيران إير". كما أدى الإجراء، الذي اتخذته الحكومة الألمانية، في 24 يوليو (تموز) الماضي، بإغلاق وحظر أنشطة المركز الإسلامي في هامبورغ، إلى تأجيج غضب النظام الإيراني. وقد اتهمت ألمانيا هذا المركز بنشر أيديولوجيا النظام الإيراني، ودعم حزب الله اللبناني، والعمل ضد الدستور الألماني.