قال زفيكا هيموفيتش، الرئيس السابق لسلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي لـ"إيران إنترناشيونال"، إن التهديد الحالي بالحرب مع إيران يختلف عما كان عليه عندما شنت طهران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي. ويعتقد هيموفيتش أن حزب الله سيلعب دورا مهما هذه المرة.
ولم تلعب المجموعات والميلشيات الموالية لإيران في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في جنوب لبنان والحوثيين في اليمن، أي دور في الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل (نيسان)، إذ قامت طهران بمفردها بشن هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف في إسرائيل، دون أن تحقق إصابات تذكر.
ووقع هجوم إيران بعد أقل من أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي على سوريا، والذي قُتل خلاله اثنان من كبار قادة فيلق القدس الإيراني بعد استهداف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق.
وتزايدت احتمالات الحرب بعد مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي كان في طهران لحضور حفل تنصيب مسعود بزشكيان رئيسا جديدا لإيران.
ويوم الأربعاء 31 يوليو (تموز) الماضي وعد المرشد الإيراني علي خامنئي، بالانتقام من إسرائيل .
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه "سينتقم لمقتل هنية".
ويعتقد الجنرال زفيكا هيموفيتش، الرئيس السابق لسلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي بين عامي 2015 و2018، أن حزب الله اللبناني سيلعب هذه المرة دورا حيويا في الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل.
وأضاف: "غير انتقام إيران لمقتل هنية، لا يمكن تصور أي وضع آخر".
ونسبت طهران هذا الاغتيال إلى إسرائيل، ولم تؤكد تل أبيب أو تنفي حتى الآن تورطها فيه.
وقال هيموفيتش لـ"إيران إنترناشيونال": لا تزال هناك أسئلة كثيرة، ستحدد إجاباتها ما إذا كانت حرب واسعة النطاق ستحدث أم لا.
والسؤال الأول: هل ستهاجم إيران وسط إسرائيل مثل تل أبيب أم ستقتصر الهجمات على الشمال بالقرب من مدينة حيفا؟
السؤال الثاني: هل ستستخدم طهران الصواريخ الدقيقة والمحددة أم ستلجأ إلى الأسلحة البسيطة؟
السؤال الثالث: هل ستطلق طهران جميع الصواريخ في نفس الوقت أم لا؟
وأكد هيموفيتش، الذي دخل نظام القبة الحديدية حيز الخدمة أثناء توليه لمنصب رئاسة سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي، أن "الجميع تحت الضغط؛ خاصة المدنيين، والقوات العسكرية الذين هم في حالة تأهب قصوى على الحدود. الجيش والبحرية والقوات الجوية كذلك. نحن ننتظر".
وليس من الواضح متى ستتحرك إيران، وإلى أي مدى يمكن أن تذهب، والناس في المنطقة ينتظرون.
ومن الممكن أن يحدث هجوم "فوري" خلال أقل من 48 ساعة أو خلال الأيام المقبلة، بحسب هيموفيتش.
وأفاد المتحدث باسم البنتاغون أن أميركا لم تشهد أي تحرك محدد في إيران يشير إلى هجمات محتملة على إسرائيل في الساعات المقبلة.
وبعد إصابة عدد من الجنود الأميركيين في هجوم صاروخي على قاعدة "عين الأسد" في العراق، توعدت الولايات المتحدة بالرد.
وأعلنت قناة "صابرين نيوز"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن المسلحين المدعومين من قبل إيران يقفون وراء هذا الهجوم.
وقال هذا القائد الإسرائيلي السابق إن كيفية رد إسرائيل على انتقام إيران تعتمد بالكامل على طبيعة وأسلوب هجوم طهران.
وكان قائد القيادة المركزية الأميركية، مدير وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" السابق، ديفيد بترايوس، قال في وقت سابق في لقاء خاص مع قناة "إيران إنترناشيونال"، إن إيران وإسرائيل ستحاولان تجنب الحرب الشاملة؛ خوفًا من الدمار الذي قد تلحقه بكل منهما، وذلك وسط تقارير عن هجوم إيراني "وشيك" على إسرائيل.
وقال بترايوس لمراسلة قناة "إيران إنترناشيونال"، مرضية حسيني: "أعتقد أن (الإيرانيين) يجب أن يردوا. هذه ضربة هائلة لشرف إيران، وفشل استخباراتي ضخم، وإخفاق أمني؛ لذا يجب عليهم الرد. لكنني لا أعتقد أن طهران تريد الدخول في حرب مباشرة حقيقية مع إسرائيل، وبصراحة لا أعتقد أيضًا أن تل أبيب تريد الدخول في حرب شاملة حقيقية مع حزب الله أو مع إيران، ولا أعتقد أنهم يريدون الدخول في هذا مع بعضهم البعض، لأن الضرر الذي سيلحق بالجانبين سيكون كبيرًا للغاية".
وقال هيموفيتش إن الضربة الانتقامية الإسرائيلية في أبريل (نيسان) بعثت برسالة قوية إلى الجمهورية الإسلامية، لكنها ربما لم تكن "كافية".
وأشار إلى أن الهجوم على نظام الرادار المتطور في أصفهان، بعد أيام قليلة من إطلاق طهران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل، أظهر أن القوة الدفاعية الإيرانية لا يمكن أن تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف هيموفيتش: "بعد الرد الإسرائيلي في أبريل (نيسان)، فهم نظام إيران بالضبط ما هي قدرات إسرائيل".
وتابع: "الأمر معقد للغاية"- في إشارة إلى الجبهات المتعددة لحرب إسرائيل في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران- "أعتقد أننا بحاجة إلى إنهاء الحرب المتعددة الجبهات التي نخوضها في المدى القصير".
وخلص المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير السابق إلى القول: "على المدى الطويل، أعتقد أننا يجب أن نركز على القدرات النووية لإيران، وبناء تحالف قوي ومستقر بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك الدول العربية السنية ضد طهران".