الزيارة السادسة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى خارج إيران كانت وجهتها هذه المرة إلى مصر، التي تحظى بعلاقات "متعثرة" مع طهران منذ بداية الثورة ومجيء النظام الإيراني الحالي.
الصحف الصادرة اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، احتفت بشكل واسع بهذه الزيارة وأهدافها، ووصفتها صحيفة "آرمان أمروز" بأنها "حساسة وغير مسبوقة"، وأنها تتضمن أملا في "الإحياء" أي إحياء العلاقات المتعثرة بين البلدين الكبيرين.
أما صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، فذكرت أن القاهرة في هذه المرحلة تبدي رغبتها في التصالح والتفاهم وتحسين العلاقات الثنائية، حسب الصحيفة.
صحيفة "اعتماد" قالت إن تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يخدم بشكل كبير منطقة الشرق الأوسط، لأن البلدين يتمتعان بأهمية كبيرة في هذه المنطقة المضطربة.
على صعيد الملف السوري توقعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن تفشل السلطات الجديدة بسوريا في إدارة البلاد، وقالت إن الأطراف التي أسقطت بشار الأسد سوف تتصارع فيما بينها من أجل الحصص ومناطق النفوذ.
وذكرت الصحيفة أن سوريا الآن تعيش حالة فوضى و"تقسيم غير معلن"، زاعمة أن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الداخلية المتنازعة فيما بينها، وكذلك بين الأطراف الخارجية "غير ممكن"، وأن الشعب السوري أصبح يعيش أجواء الخوف وغياب الأمل في المستقبل.
صحيفة "شهروند" أشارت إلى تصاعد المواقف الغربية ضد إيران بسبب نشاطها النووي، وأدانت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حول ضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي السابق، لأنه لم تعد هناك حاجة إليه.
ونقلت الصحيفة تصريحات المبعوث الإيراني في الأمم المتحدة سعيد إيرواني، الذي حذر من مغبة تفعيل "آلية الزناد" من جانب الأطراف الأوروبية، وقال إن أي خطوة في هذه الاتجاه ستكون تبعاتها ثقيلة على كافة الأطراف، وأن رد طهران سيكون "حاسما ومتناسبا".
على الصعيد الاقتصادي أشارت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية إلى تصريحات نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، الذي قال إنه "يجب أن نبكي من أجل حل المشكلات في إيران"، أي التضرع والبكاء في الدعاء من أجل التغلب على المشكلات، منتقدة هذه التصريحات كونها تكشف عن عجز الحكومة وحلولها الباهتة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان أمروز": لا حظوظ لإيران في البقاء بسوريا
قال المحلل السياسي صلاح الدين هرسني، في مقابلة مع صحيفة "آرمان أمروز"، إن إيران بعد انسحاب روسيا من سوريا لم تعد قادرة على تغيير معادلة القوة والسيطرة هناك، ففي السابق كانت روسيا تغطي السماء وتفرض سيطرة جوية على الأجواء السورية، فيما كانت إيران تتحرك على الأرض، وبذلك استطاع الجانبان أن يؤثرا على المشهد السوري.
ولفت الكاتب إلى أن سوريا كانت تشكل خط إمداد لحزب الله وحماس، لكن بعد إضعاف هاتين الحركتين ومقتل قادتهما مثل نصرالله والسنوار، وكذلك منع العراق الحشد الشعبي من التدخل في الملف السوري، أصبح حضور إيران في سوريا غير مبرر استراتيجيا.
وأكد هرسني أن حظوظ إيران في البقاء بسوريا أصبحت ضئيلة للغاية، لا سيما وأن طهران أصبحت تدرك ضرورة أن تعيد النظر في حضورها العسكري بالمنطقة، وأن يكون هذا الحضور بشكل أكثر "ذكاء"، حسب تعبير الكاتب.
"اعتماد": من الذي يسير نحو السقوط؟
سلطت صحيفة "اعتماد" الضوء على ملف الإنترنت، وإصرار التيار المتطرف في إيران على فرض المزيد من القيود على وصول الإيرانيين إلى المعلومات الحرة، لافتة إلى تصريح أحد نواب البرلمان الذي قال إن جهودهم لتقييد الإنترنت "تهدف لمنع سقوط المواطنين في منحدر مجهول العواقب".
وذكرت الصحيفة أن "هذا التبرير يكشف من هو الذي يسير نحو السقوط. هذا التيار الرجعي هو ما يسلك طريق السقوط بسبب عقليته المتخلفة التي تحاول تقييد الإنترنت في عصر الإنترنت والتداول الحر والسريع للمعلومات".
وأوضحت الصحيفة أن نواب البرلمان الذين أصبحوا ينصبون أنفسهم "هداة" على المواطنين، ويرون أنه يجب عليهم هداية المواطنين وإنقاذهم من الضلال، هم في الأصل بحاجة إلى الهداية والإنقاذ من هذه الأفكار الضالة.
"شرق": الصراعات الداخلية واصطفاف الأعداء ضد إيران
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى هاشمي طبا انتقد في مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية حالة الاستقطاب السياسي الداخلي والتشرذم، مؤكدا أن إيران اليوم تواجه أعداء متربصين بها، لكن الأطراف الداخلية تتقاتل فيما بينها.
وكتب هاشمي طبا في مقاله: "الأعداء بدأوا يصطفون لمواجهتنا ونحن منشغلون بالصراعات الداخلية وقضايا الحجاب الإجباري وحجب الإنترنت".
وقال إن النظام الذي يرفع شعار "الثورية" في الخارج نراه في الداخل منشغلا بإهدار الإمكانيات على المسائل والملفات السياسية المتنازع عليها.
وختم الكاتب بأن هذه الأطراف الداخلية المتصارعة غافلة عن "الذئاب" التي ترصد واقع إيران وظروفها الداخلية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار فيها.