صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، في خطاب ألقاه من موقع دفن روح الله الخميني، بأن إيران تواجه نقصًا في الكهرباء والماء والغاز والبيئة والعملة، مشيرًا إلى أن البلاد على "حافة الهاوية" في بعض هذه المجالات. وأكد أنه لا يوجد حل لمشكلات الشعب سوى بـ"إحياء النظرة الباسيجية".
جاء ذلك أثناء حضوره تجمعًا عامًا لمسؤولي "الباسيج الطلابي وطلاب العلوم الدينية"، الذي أقيم في ضريح الخميني، اليوم الجمعة 22 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال في كلمته، خلال هذا الحدث: "نحن نعاني نقصًا في كل شيء"، وأوضح أن الموارد في البلاد محدودة، مشيرًا إلى أن "الأموال معروفة، ونحن تحت العقوبات، وطبول الحرب تُقرع يوميًا".
وأعلن أن حل المشكلات غير ممكن بالطريقة الإدارية الحالية، ودعا إلى إحياء "النظرة الباسيجية"، التي كانت سائدة في بدايات الثورة الإيرانية.
ورغم هذه التصريحات، فإن عبد الواحد موسوي لاري، وزير الداخلية في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، قال: إن فك انسداد الأوضاع الحالية قد يتطلب "كسب رضا علي خامنئي" أكثر من تعزيز "النظرة الباسيجية".
واقترح وزير الداخلية في حكومة خاتمي على مسعود بزشكيان أن يخبر خامنئي بأن "البلاد وصلت إلى طريق مسدود" حتى يتمكن من الحصول على موافقته لرفع العقوبات.
وتواجه إيران أزمات متعددة الأوجه، منها تأخر دفع المعونات النقدية بسبب ديون متراكمة على هيئة الدعم، التي لم تتمكن من استرداد مستحقاتها من وزارة النفط.
كما أن وزارة النفط لم تدفع تلك المستحقات نتيجة نقص الإيرادات من ارتفاع أسعار البنزين؛ حيث تتجنب الحكومة زيادة الأسعار؛ خوفًا من العواقب السياسية والاجتماعية والأمنية، رغم وجود رغبة لدى بعض المسؤولين الحكوميين لتعديل الأسعار. حتى المراجع الشيعية القريبة من الحكومة حذرت من أي زيادة في أسعار البنزين.
وأعرب رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، شمس الدين حسيني، عن اعتقاده أن إيران تعاني "اختلالات مركبة"، وأحد أسبابها هو "اختلال نظام الحكم".
وبغض النظر عن المصطلحات مثل "اختلال نظام الحكم"، فإن العقوبات، التي تم إنكار تأثيرها لسنوات، ألحقَت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للنظام الإيراني.
ومن بين مظاهر سوء الإدارة، يظهر بوضوح النقص في الاستثمار المناسب على مدى سنوات، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، خلال فصل الصيف.
وتواجه البلاد مرة أخرى انقطاع الكهرباء خلال فصل الشتاء هذا العام.
ورغم إعلان المسؤولين أن السبب هو تقليل استخدام المازوت للحد من تلوث الهواء، فإن الأدلة والإحصاءات تشير إلى أن محطات الطاقة لا تمتلك الغاز أو الوقود اللازمين للاستمرار في العمل.
وإضافة إلى هذه الأزمات، يزداد الوضع تعقيدًا مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي شدد العقوبات خلال فترة رئاسته الأولى، مما تسبب بمضاعفة سعر الدولار في إيران، وزيادة معدل التضخم ثلاث مرات، وانخفاض صادرات النفط إلى تُسع ما كانت عليه خلال فترة تنفيذ الاتفاق النووي.